كل شيء هالك إلا وجهه
كل شيء هالك إلا وجهه، ولكن المعنى الأول أسد وأقوى. وعلى طريقة من يقول بجواز ستعمال المشترك في معنييه ، نقول : يمكن أن نحمل الآية على المعنيين ، حيث لا منافاة بينهما ، فتحمل على هذا وهذا ، فيقال : كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل، وكل شيء من الأعمال يذهب هباء ، إلا ما أريد به وجه الله.
وقوله : ( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو ) أي : لا تليق العبادة إلا له ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته . وقوله : ( كل شيء هالك إلا وجهه ): إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم ، الذي تموت الخلائق ولا يتوفى ، كما قال تعالى : ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .
كل شيء هالك إلا وجهه
وقوله: ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلا الله الذي كلّ شيء هالك إلا وجهه. واختلف في معنى قوله: ( إِلا وَجْهَهُ ) فقال البعض منهم: معناه: كلّ شيء هالك إلا هو. وذكر آخرون: معنى هذا: إلا ما أريد به وجهه, واستشهدوا لتأويلهم هذا أيضا بقول الشاعر: أَسْـتَغْفِرُ اللـهَ .
تفسير قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} السؤال: السؤال الثاني في هذه الرسالة، والتي أرسل بها مستمع لم تجدر الإشارة إلى الاسم يقول: نأمل تفسير الآية الكريمة في قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص:88]؟
وعلى طريقة من يقول بجواز ستعمال المشترك في معنييه ، نقول : يمكن أن نحمل الآية على المعنيين ، حيث لا منافاة بينهما ، فتحمل على هذا وهذا ، فيقال : كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل، وكل شيء من الأعمال يذهب هباء ، إلا ما أريد به وجه الله. وعلى أي التقديرين ، ففي الآية دليل على تأكيد .
فقد قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه: باب تفسير سورة القصص: كل شيء هالك إلا وجهه ـ إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله. انتهى. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: إلا وجهه إلا ملكه ـ في رواية النسفي: وذكر معمر، فذكره، ومعمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى وهذا كلامه في كتابه .