لقد كنت في غفلة من هذا
لقد كنت في غفلة من هذا، وقوله ( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ) يقول تعالى ذكره: يقال له: لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان من الأهوال والشدائد ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ ) يقول: فجلينا هذا لك, وأظهرناه لعينيك, حتى رأيته وعاينته, فزالت الغفلة عنك.
وحكى ابن جرير ثلاثة أقوال في المراد بهذا الخطاب في قوله : ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) أحدها : أن المراد بذلك الكافر . رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس . وبه يقول الضحاك بن مزاحم وصالح بن كيسان . والثاني : أن المراد بذلك كل أحد من بر وفاجر ; بداعي أن .
لقد كنت في غفلة من هذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}. فهذه الغفلة عن الحقيقة التي يكره ذكرها وفير من الناس ولكن لا بد من تذكرِها وعدمِ الغفلة عنها .
لقد كنت في غفلة من هذا. إن الغفلة عن الحياة الحقيقة هي صِحة الحرمان وحقيقة البؤس والشقاء، إن الذي لم يطعم صِحة الإيمانِ والتوحيد ِوالإخباتِ لله والانطراحِ بين يديه والذلِّ له وحده من غير ما سواه يقطن بعيداً عن الحياة الحقيقية ..
عربى – التفسير الميسر : لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان، فكشفنا عنك غطاءك الذي غطَّى قلبك، فزالت الغفلة عنك، فبصرك اليوم في حين تشهد قوي قوى. { لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } أي: يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام، توبيخًا، ولومًا وتعنيفًا .
أو هذا خطاب من الله للعبد، فإنه في الدنيا، في غفلة عما خلق له، ولكنه يوم القيامة، ينتبه ويزول عنه وسنه، ولكنه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط، ولا يستدرك الفائت، وهذا كله تخويف من الله للعباد، وتخويف، بذكر ما يكون على المكذبين، في هذا اليوم العظيم.
